الفاتح داؤد يكتب... الصمغ العربي....ورقة "استراتجية" في مهب الريح        

مايو 31, 2025 - 15:19
 0  32
الفاتح داؤد يكتب... الصمغ العربي....ورقة "استراتجية" في مهب الريح         



بلاشك فقد ألقت التداعيات الامنية والاقتصادية للحرب في السودان،بظلالها السالبة علي معظم القطاعات الزراعية الإنتاجية،ولعل اكثرها تاثرا بتلك التداعيات هو قطاع الصادرات الزراعية،الذي يشكل محصول الصمغ العربي احد اهم ركائزه.حيث يستحوذ انتاج السودان علي 80%من إجمالي الإنتاج العالمي،كما يعمل في قطاع إنتاج الصمغ العربي،نحو"5"مليون مواطن، ينتشرون في ثلاثة عشر ولاية من ولايات السودان،في نطاق مايعرف جغرافيا بحزام الصمغ العربي،الذي يحتل (500،000) الف كيلومتر من جملة مساحة السودان.

وبعد امتداد رقعة الحرب في ولايات دارفور وكردفان، تزايدت المخاوف من تأثير العمليات العسكرية علي تراجع إنتاج الصمغ العربي،ليس علي شريحة المنتجين وعلي الناتج الكلي للاقتصاد السوداني، بل علي معظم عمليات الانتاج العالمي لهذه السلعة الاستراتجية،التي تشكل أهمية اقتصادية وورقة استراتجية، لعدد من الدول الصناعية الكبري،خاصةالولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي،التي تعتمد علي منتجات الصمغ العربي،بشكل اساسي في عمليات صناعة المشروبات الغازية والصناعات الدوائية، والحلويات والمواد الغذائية، اضافة الي دخوله في صناعة مائة منتج اخر .

لذلك جاء قرار استثناء الصمغ العربي من العقوبات الأمريكية ضد السودان قبل عشرين عام ،لعدم وجود بديل طبيعي للصمغ العربي الا الصمغ.

 وبعد الدمار الذي طال معظم القطاعات الصناعية والانتاجية في العاصمة،لجأت معظم الشركات العاملة في مجال صناعة وتصدير الصمع العربي الي الانطلاق من الولايات الامنة،لتجديد حراكها ونشاطها التجاري من هناك،رغم التحديات في تكاليف الإنتاج وهشاشة البنيات التحتية وسياسات الصادرغير المشجعة.

حيث كشف يسن الجيلي مدير شركة “بايوسلكس المحدودة” بولاية القضارف،التي تعمل في مجال صادر الصمغ،الحائزة علي شهادة الايزو" العالمية في الجودة،وشهادة إدارة سلامة الغذاء والدواء الأمريكية،

عن نجاح الشركة في تصدير(3،500)طن من الصمغ العربي خلال العام 2025م،ذهبت معظمها الي اسواق الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوربي،مؤكدا ان هذه الشحنات قد مثلت دفعة قوية في انعاش قطاع الصادرات غير البترولية في السودان.بعد انحسار معظم عمليات الصادر الزراعي، جراء الأوضاع الاقتصادية وتراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع تكاليف الإنتاج.

وقال الجيلي أن الشحنة المصدرة تضمنت عدة أنواعً من الصمغ العربي، منها الصمغ المطحون ميكانيكياً،وصنف النقاوة، والحبيبات،التي تستخدم في عدد من الصناعات الغذائية والدوائية،نظرا لخصائصها وجودتها في تحديد المعايير الصناعية عالميا.

واوضح مدير شركة بايوسلكس إن اختيار ولاية القضارف لإنشاء مصنع الصمغ العربي، جاء بناءً دراسة ميدانية متانية نتيجة وفرة انتاج المحصول، في المناطق الجنوبية من الولاية في محليات قلع النحل، وبازورا، والعزازة، التي تمثل المصدر الرئيسي لانتاج صمغ الهشاب والطلح بالقضارف.

لافتا إلي شروع الشركة في بناء شراكات مجتمعية مع صغار المنتجين،ضمن مشروع المسئولية المجتمعية،حيث نظمت ادارة الشركة عدد من الدورات التدريبية والارشادية، لصغار المنتجين في كيفية" طق"شجر الهشاب وطريقة الحصاد،وفق المواصفات العلمية، اضافة الي تعليمهم الطريقة المثلي في التعبئة والتخزين،بما لايؤثر في جودة وتسويق وسعر المحصول.

مؤكدا ان منتجات الشركة تخضع لمعايير صارمة في الجودة، بدءًا من عملية الفرز اليدوي والغربلة لإزالة الشوائب، وصولًا إلى الفحص المعملي، الذي يتم بواسطة معامل حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات،مما مكن الشركة من الحصول على شهادة الأيزو في جودة الصمغ العربي.

وكشف عن استيعاب الشركة لعدد" 100" فرصة عمل يوميًا لاستخدام العمالة المؤقتة في مختلف أنشطة المعالجة والتجهيز والتعبئة.

 واضاف المهندس الجيلي عن شروع الشركة في انشاء مصنع متكامل لعمليات صناعة الصمغ،بعد تصديق ادارة الاستثمار بالقضارف مساحة (19000) الف متر لقيام للشركة.

 مشيرل الي ان هذه الخطوة من شانها المساهمة في تعزيز مركز القضارف ك منطقة رئيسية في انتاج وتصدير الصمغ العربي، مطالبا حكومة الولاية بضرورة معالجة مشاكل الاستثمار،من خلال ازالة القيود البيروقراطية،و تقوية البنية التحتية،وتقليل الرسوم والجبايات وتوحيد النوافذ الاجرائية،التي من شانها استقطاب المستثمرين الي الولاية، الامر الذي يساهم في سد الفجوة التنموية وتوفير فرص العمل للالاف من المواطنيين.