إبراهيم أحمد جمعة يكتب... شمال كردفان: (مشاهد وشواهد من الأرض) .. 1
المشاهد من الأرض تكشف عن حجم المرتزقة المشاركين في حرب السودان، ففي جبرة الشيخ، أمس الأحد، تم تجميع الجنوبيين وشحنهم في ثلاثة جرارات. وتكشف مصادر الزاوية وجود منظومة التشويش في الحي الجنوبي، حيث يقبع بعض القادة: عبدالرحمن جمعة، وعطرنجي، وود العجيل، والفهيم، واثنان آخران من القادة المصابين، في منزل (عبدالله الحر).
والإشارة تفصح عن وصول عبدالرحيم للمنطقة واجتماعه بقادته المنسحبين ورجوعه. فهل تخوف الرجل من شكوك قيادة استخباراتية في القادة الموجودين بجبرة؟ ولماذا صدرت الأوامر بنقلهم وإبدالهم، هم والعناصر الطبية؟
الشاهد أن العربات القتالية تتواجد في البعشومة شرق جبرة الشيخ، وفي جنوبها وغربها، وأن انسحابات ضخمة اتخذت طريق العنبج – أبو حديد – الجمامة مساراً لها، ويمتد التواجد حتى بريرة وكبش نور على بُعد (42) كيلومتراً شمال جبرة، وغرباً بعض التواجد في جبل مجحيرات شمال شرشار وعدد من الهاربين.
المشاهد على الأرض تكشف انتهاكات واسعة للمليشيا في أم أندرابة، حيث استشهد (12) مواطناً، ونهب السوق، وتعطلت مصادر المياه فيها. وفي جبرة الشيخ، نهب ومقتل (7) مواطنين بمنطقة جريجخ، ونهب السوق وسوق ميما.
والوضع يصبح صلاحه رهيناً بدخول القوات المسلحة ونظافة مسار طريق الصادرات، حيث يعاني المواطن في منطقة أم قرفة، حيث لم يشفع تواجد الشيخ مركز أو فضل المولى المندوب أو الوسيلة عزالدين وفؤاد المندوب، فهم يتحملون وزر ما يجري بمنطقة أم قرفة، بمعية آخرين، وهي المجموعة التي تتحرك باسم حزب الأمة، ولا تنكر وصول بعض عناصرها لمؤتمر نيروبي الأخير.
ويبدو أن وجه الشبه بينها وصاحبهم بشير قلوبز هو إلحاق الضرر بالمجتمعات المحلية، حيث قتلت المليشيا اثنين من أبناء البرارة بعد مطالبة قلوبز بعدد من المستنفرين أو فديتهم.
فهل تشفع الأفعال لأصحابها، أو يصبح الحق الخاص ضوءاً في الطريق لحبل المشنقة؟
وتصبح البشارة قريبة جداً، عودة أم لبخ إلى لعب دورها المركزي ضمن مصفوفة تمركزات دار الريح.
غداً ستشرق الشمس ويغني الراحل عثمان خالد (سلافة الفن) تخليداً للراحلة سلافة خالد، ويحن الدسوقي كحنين الورق على قف أم لبخ، ويكتب إبراهيم جمعة:
رجعت وعيونك معاي
شاديني الهوى
طير النوارس والخريف
ولفح النوى
تضاحك نجيمات العنقريب
رحنا نتسامر سوي
نشكي يا ليل المواجع
أمتى يجتاحنا الروي؟
حينها نستدعي قريب في معافى
أن الأرض ستعود حتماً
وسـيقرأ الراحل متن العشماوية تحت ضوء القمر.
ولنا عودة
