معاذ أحمد طه يكتب ...الذكاء الاصطناعي.. خيال علمي ام حقيقة؟


يعرف الذكاء الاصطناعي ( artificial intelligence ) علي انه تقنية تحاكي الذكاء البشري علي آداء المهام ، ويمكنه بشكل متكرر تحسين نفسه استنادًا علي المعلومات التي يجمعها ، ويعرف الذكاء الاصطناعي ايضا بانه سلوك وخصائص معينه تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنيه للانسان ، بل وقد تتفوق عليه احيانا .
■ علي ان تقنية وبرمجيات الذكاء الاصطناعي ليست كلها خير للبشرية علي الرغم من ما تقدمه علي تحسين آداء المؤسسات وانتاجيتها ، واتمام العمليات والمهام والتي كانت تتطلب القوي البشرية فيما مضي ، لذلك نجد ان العالم جيفري هينتون والذي يعتبر ( عراب ) الذكاء الاصطناعي ويقوم بتدريسه في جامعة تورنتو الكنديه قد حذر من سيطرة محتمله للذكاء الاصطناعي علي الانسان ، وطالب الحكومات بالتصدي له حتي لا تسيطر هذه الآليات والاجهزه علي المجتمع ، ويذكر ان هينتون هذا قد قدم استقالته من منصة قوقل بعد اطلاقها لبرنامج الدردشه ( chat GPT ) والذي اذهل العالم باستخدام تقنية الذكاء الصناعي.
■واقتصاديًا حذر بعض خبراء الاقتصاد من الاثار السالبه لهذه التقنية لجهة انها تزيد من معدلات البطالة وسط العمال بعد الاستخدام الواسع لها في الاعمال ، كما انها قد تزيد الهوه بين الاغنياء والفقراء ، فيزداد الاثرياء ثراءا بامتلاكهم لهذه التقنية والاستفادة منها في اعمالهم وزيادة الانتاج .
■ ولعل الحديث عن الذكاء الاصطناعي قد تردد بكثرة في السودان مع التسجيلات الصوتيه لقائد الدعم السريع حميدتي عقب ما اشيع انه قد مات بعد اصابته في الحرب ، وتشكيك البعض بان هذه التسجيلات ربما تم اعدادها باستخدام هذه التقنية لايهام الناس علي ان حميدتي ما زال حيًا وللحفاظ علي الروح المعنويه والقتاليه لجنود الدعم السريع ، والحقيقة ان تقنية الذكاء الاصطناعي قادره علي اكثر من محاكاة نبرات صوت اي انسان تتعرف عليه ولا عجب في ذلك.
■ وعلي الرغم من تقدم العلم وصنع انسان الي ( روبوت ) بقدرات ذهنيه اعلي من الانسان البشري ، الا ان الاعجاز العلمي في القرآن يبقي حاضرًا ، فكيف لمن صنعوا هذا الانسان الالي وبهذا الذكاء ان يبثوا فيه الروح التي يبثها الله في خلقه فتجعله انسان ذكي ، يفكر ويتدبر ، يختار ويرفض ، يشعر ويتعاطف ، يضحك ويبكي ، ( قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا) صدق الله العظيم.
■ومن قبل ايضا نجح العلماء في في انزال مطر صناعي عن طريق انشاء سحابه في منطقه معينه وانزالها مطرا ، ولكنهم ايضا عجزوا عن تحريك السحابه من منطقه الي اخري وهو الاعجاز العلمي في القرآن ايضا ، فالله ينشئ السحاب الثقال ويسوقها من بلد الي آخر ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتي اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتي لعلكم تذكرون ) وايضا قوله تعالي ( او لم يروا انا نسوق الماء للارض الجرز فنخرج به زرعًا تاكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون ) صدق الله العظيم وسبحان الله العظيم...