معاذ أحمد طه يكتب... كواليس احتجاز المصباح  

أغسطس 11, 2025 - 13:36
 0  25
معاذ أحمد طه يكتب... كواليس احتجاز المصباح   



● ضجت الاسافير بخبر احتجاز السلطات المصرية المصباح أبوزيد قائد فيلق البراء والذي تقاتل قواته الي جانب الجيش في معركة الكرامه.. وكان لها مجاهدات مقدره في تحرير ولايات الوسط والخرطوم من دنس التمرد.. يذكر أن المصباح قد سافر الي مصر للاستشفاء.. ولا يعرف حتى الآن حقيقة وأسباب احتجازه هناك حتي الان على الاقل.

● الرواية الأولية التي رشحت ان السلطات المصريه قامت باحتجازه والتحفظ عليه حفاظا على حياته بعد ما نما الي علمها انه مستهدف من قبل جهات معاديه تتربص به لاغتياله.. شخصيا أشك في صحة هذه الرواية لسببين أظن أن فيهما شئ من المنطق.. الأول أن مصر لديها جهاز استخبارات هو الاقوى في المنطقة.. وقبضة أمنية تلم بكل شارده ووارده في داخلها.. وعليه من الصعب - إن لم يكن مستحيلا - وقوع جريمة اغتيال سياسي أو أعمال إرهابيةمحتملة .. ولم يشهد تاريخ مصر القريب أو البعيد اي نوع من هذه الجرائم الا بعدد محدود بأقل من أصابع اليد الواحده.. والسبب الثاني اكثر منطقية وهو اننا لو افترضنا حسن النية وان الاحتجاز كان حفاظا على حياته فكان على السلطات المصرية ترحيله للسودان فور وصوله لمصر حسما للجدل.. ومنعا للقيل والقال هنا وهناك ؟!.

● ربما ما قد لا يعلمه البعض أن للجاره مصر علاقات وتقاطعات سياسية معقده وتتشابك معها علاقات وارتباطات اقتصادية تعتبر مصيرية لاقتصادها.. وبالمقابل فإن مصر لديها حساسية مفرطه تجاه جماعات الإسلام السياسي بكل مسمياته.. وتعاني من ( فوبيا ) جماعة الإخوان المسلمين ولذلك فهي في حرب معلنه معها في مصر.. وعلى هذا النحو فإن مصر تبدو احيانا متنازعة الهوى - إن صح التعبير - في علاقاتها مع بعض دول الجوار الإقليمية في المنطقة.. وتحاول جاهدة الموازنة بين مصالحها الداخلية مع المحافظة على العلاقات الحسنة مع جيرانها.. دون أن تقطع ( شعرة معاويه ) بينها وبينهم.

● من وجهة نظر متواضعه اظن ان مصر باحتجازها للمصباح أرادت ارسال عدة رسائل لمن يهمهم الأمر كالتالي :-

الرسالة للأولى داخلية وللعالم الخارجي أيضا ان مصر باقية على موقفها المتشدد في محاربة تنظيمات الإسلام السياسي بمختلف مسمياتها ولن تتسامح في ذلك.

الرساله الثانية اقليمية خاصة لحفتر ودولة الإمارات والذين يتفقون مع مصر في محاربة جماعات الإسلام السياسي.. خاصة وأن الإمارات اكبر داعم للاقتصاد المصري منذ تولى السيسي الحكم في مصر.. وبما ان الإمارات متورطه في حرب السودان بدعمها اللامحدود للمليشيا المتمرده وعليه تبدو متضرره من مشاركة فيلق البراء في الحرب الي جانب الجيش.. عليه وان لم تفعل مصر ما فعلته مع المصباح فإنها كانت ستصبح مدينة باعتذار للإمارات.

●الرسالة الثالثة للجيش والبرهان وهي ان مصر تدعمكم في حربكم ضد المليشيا المتمرده.. لكن بالمقابل تتحفظ على مشاركة قوات البراء المحسوبة على المؤتمر الوطني وتنظيم الاخوان المسلمين في الحرب كمجاهدين تحت راية الجهاد.

●واخيرا.. ولكن أين الحكومة والجيش وحتى القائد البرهان من هذا الاحتجاز للقائد المصباح.. والا يخشون ان ينعكس ذلك على سير العمليات العسكرية الجارية ان طال أمد الاحتجاز مثلا ؟.. وقبل ذلك لماذا الصمت اصلا عن دواعي وحيثيات الاعتقال وعدم تمليك الرأي العام بها فور احتجازه.. اطلعوا على الناس ببيان يرحمكم الله...