حاج ماجد سوار يكتب... في وداع تجاني المشرّف!!

يوليو 18, 2025 - 14:25
 0  106
حاج ماجد سوار يكتب... في وداع تجاني المشرّف!!



مع فجر اليوم الجمعة حملت إلي الأنباء من القاهرة فاجعة وفاة الأخ الحبيب الدكتور التيجاني حسن المشرف و انتقاله إلى رحاب ربه بعد صبر على ابتلاء المرض .

الأخ (أبو التّـج) كما يحلو لنا أن نناديه كان أحد رموز و قادة الإتجاه الإسلامي في ثمانينات و بداية تسعينيات القرن الماضي بجامعة الخرطوم حيث تنقل بين مؤسساته التنظيمية فكان عضواً بأمانته السياسية لعدة دورات ، ثم انتقل إلى الإتحاد (KUSU) حيث شغل موقع السكرتير الأكاديمي ثم تولى رئاسة الإتحاد دورة (89 - 1990) و بعد تخرجه من الجامعة ـ كلية الطب أمضى التيجاني عدة سنوات متفرغاً في القيادة العليا لقطاع طلاب الإتجاه الإسلامي ، ثم انتقل بعدها للعمل في الأمانة العامة للمؤتمر الوطني ، و في منتصف التسعينات بدأ في ممارسة مهنة الطب ، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة التي أمضى فيها عدة سنوات عاد بعدها للعمل مع إحدى المنظمات مشرفاً على قطاع أبيي ثم التحق بوزارة الصحة ولاية الخرطوم مديراً للتخطيط و المشروعات و منها هاجر إلى المملكة العربية السعودية التي عمل بها حتى العام الماضي قبل أن يداهمه المرض ..

التيجاني كان قائداً بطبعه و فطرته و هو من القادة الذين (يفكرون خارج الصندوق) و يتمتع بقدرة إبداعية خلاقة و متميزة ..

كان لدكتور التيجاني ذاكرة قوية و قدرة فائقة على السرد فهو يحفظ الوقائع و الأحداث بأدق تفاصيلها بصورة مدهشة ، و يعتبر أحد ذواكر حفظ تأريخ الإتجاه الإسلامي بالجامعة ..

كان الحبيب (أبو التُّج) محباً لإخوانه و له مع كل واحدٍ منهم سجل من الذكريات و (الحكاوي) التي لا تنتهي ..

كان رقيقاً عطوفاً (دموعه قريبة) ، لاحظت في الآونة الأخيرة و مع كل تواصل معه أن العبرة تخنقه و تخذله دموعه و إن بدا متماسكاً .

خلال فترة عمله في أبيي كان دائماً ما يزور منزل أسرتنا في كادقلي الأمر الذي وثق علاقته بمعظم أفرادها ، و في آخر مهاتفة بيني و بينه و هو على فراش المرض بمدينة بورتسودان سألني عنهم فرداً فرداً ..

اللهم اغفر له و ارحمه و ارض عنه و ارفع درجته و ارزقه الفردوس الأعلى من الجنة و اجعل البركة في عقبه .

و التعازي موصولة لأسرته الصغيرة و الكبيرة و محبيه و زملائه و إخوانه الكرام مولانا سليمان إبرة و المجموعة التي كانت تتابع كل مراحل علاجه في بورتسودان حتى سفره إلى القاهرة ..

و لا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله و إنا إليه راجعون).