معاذ أحمد طه يكتب... قضية اجتماعية للنقاش!


■ قبل أن ينسى الناس مقتل الطبيبة السودانيه وشقيقاتها واصابة باقي اسرتها من قبل طليقها في العاصمة السعوديه الرياض.. فجع الناس اليوم بمروي بمقتل طبيبة أخرى امام مستشفى مروي ومن قبل طليقها أيضا.. سدد لها طعنات قاتلة في كل أنحاء جسدها لم تفلح معها محاولات الاطباء لإنقاذ حياتها فتوفت الي رحمة مولاها.. نسأل الله لها الرحمة والمغفرة.. ويقول بيان المستشفى انها ليست المره الأولى التي يعتدي عليها فيه.. بل هو الاعتداء الثاني.. كما اعتدي الجاني من قبل على خالها أيضا.
■ الزواج رباط شرعي مقدس.. وينبغي ان يقوم على قاعدة ( امساك بمعروف أو تسريح بإحسان ).. والي وقت قريب لم يكن مجتمعنا السوداني يعرف مثل هذه الظواهر الدخيلة.. فكان الإحسان والمعروف والتراحم بين المطلقين.. ولا تنقطع بينهم ( شعرة معاويه ) ابدا كما يقولون .. فماذا تغير في الناس والمجتمع حتى نشهد مثل هذه الحوادث الانتقامية.. وهذا القتل العنيف بدم بارد والذي لم يقتصر على الطليقة فحسب.. بل ويتعداها الي بقية أفراد اسرتها.
■حادثة طبيبة الرياض يقال انها بسبب منعه من حضانة ابنه بعد ان حكمت المحكمة بحضانة الام لصغر سن المولود .. ولا يعرف سبب قتل الطبيبة الثانية حتى الآن على الاقل.. ولكني في ظني - والله اعلم - ربما يكون له علاقة ايضا بالابناء ان كان لديه منها أبناء.. نقول هذا لأنه بدون ارتباط الأبناء فمن المرجح بعد الطلاق ان يذهب كل منهما الي سبيل حاله ولا يوجد رباط أو قاسم مشترك - إن صح التعبير - بينهما.. والله اعلم بذلك.. ولكن وجود الأبناء ربما يكون سبب يعكر صفاء الود القديم.
■ من وجهة نظر شخصية متواضعه أرى أن هناك ثلاثة اسباب لتفسير هذه الظاهرة من الناحية الاجتماعية.. الاول سبب ديني وما يمكن تعريفه بقلة التدين.. وذلك لأن الدين من وسائل الضبط الاجتماعي وأهمها.. يضبط سلوك النفس البشريه ويكبح جماحها من الذنوب، الشرور ، والموبقات ويجعلها على جادة الطريق.. وكلما كثر تدين الفرد كلما شروره.. والعكس صحيح تماما كلما قل تدين الفرد زادت احتمالية شروره واثآمه.
■ السبب الثاني وهو ربما الضغوط الاقتصادية والاجتماعية ومشاكل النزوح وهي من تداعيات الحرب ومخلفاتها.. والتي تضغط على النفس البشريه وتجعل الشخص عصبي وسريع الغضب.. ولا يستطيع التحكم تصرفاته.. ليحدث ما حدث تماما.
■ سبب ثالث لديه ارتباط بالثاني وهو انه ربما تعرض الطليق لاستفزازت ومعايره من قبل طليقته اسرتها خاصة في حالة وجود أبناء وتم حرمانه منهم.. خاصة وأن الرجال يستجيبون للاستفزازات اسرع من النساء.. ولذلك نوصي المطلقين الابتعاد عن الاستفزاز والتنمر.. والفراق بإحسان وسيعوض الله كل من فضله.
■ اخيرا ولكن أين دور العقلاء والحكماء من الطرفين في حل هذه المشاكل بين المتزوجين والمطلقين على حد سواء.. (.. فابعثوا حكما من اهله.. وحكما من أهلها... ) .. أظن انه ينتظر منهم دور كبير في محاربة هذه الظواهر السالبة قبل أن تكثر وتتفشي وتعم القرى الحضر.....