الطيب محمد أحمد رجب يكتب... أبو جبيهة ثغر البلاد الجنوبي .....

أغسطس 10, 2025 - 21:38
 0  18
الطيب محمد أحمد رجب يكتب... أبو جبيهة ثغر البلاد الجنوبي .....



أبو جبيهة، من أشهر مدن ولاية جنوب كردفان، و هي حاضرة الجبال الشرقية، و معقل الفرقة العاشرة مشاة. تلك المدينة التي تحفها جنات المانجو من الغرب و تحفها مجاري المياه الموسمية باتجاهاتها الأربع تقريباً، هذا غير الجبال التي تزينها زينة يندر لها مثيل.

هذه المحلية و برغم محدوديتها و صغر مساحتها إلا أن بها موارد كثيرة، فيها المحاصيل الزراعية المختلفة من غلال و سمسم، بالإضافة للمانجو و التي اشتهرت بها كما أن المدينة بها سوق للذهب و الماشية و محلات لبيع عسل النحل الأصلي. و برغم ذلك كله تعاني المدينة من مشكلات في التنمية و الاصلاح.

السيد معالي رئيس الوزراء هذه المدينة بها أسوأ شبكة طرق ربما يمكن تراها برغم صغرها و محدوديتها، خاصة عندما يأتي الخريف حيث يعاني المواطنون و أصحاب السيارات و الركشات و التكاتك (وسائل المواصلات) فالطرق عبارة عن برك مياه على الرغم من أن المحلية لا تتأخر في المطالبة بالرسوم و الجبابات و لكن دون أن يعود ذلك على مواطني المدينة بخدمات تيسر عليهم أمور الحياة اليومية.

السيد معالي رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة السودانية و السيد معالي رئيس الوزراء و السيد معالي والي ولاية جنوب كردفان،لقد رأى السودانيون كيف تعاون الآلاف من أبناء المدن المختلفة مع المليشيات الغازية ضد الدولة و ضد وطنهم الأم، لأجل مطامع دنيوية فانية و لكن في تقديري هنالك سبب ثاني هو الغبن الذي يحمله الكثير منهم تجاه الحكومات الولائية الفاشلة أو قل غير المسؤولة التي تهتم بجمع الضرائب و الجبابات و تضيق على الناس في تجارتهم ثم لا تقدم الخدمات الأساسية من مياه و كهرباء و صيانة للطرق والجسور.

فحتى يجتمع الصف الوطني و الجبهة الداخلية لبلدنا و نقطع الطريق على دعاة الفتنة فلا بد من الإصلاح العاجل لخدمات المدينة و أولها الطرق خاصة و أن المدينة في كل عام تتعرض للمطر الغزير في فصل الخريف، كالعادة بفضل الله، بالإضافة إلى أن المدينة بها واحدة من الفرق العسكرية و هي الفرقة العاشرة مشاة و التي تسد ثغراً أمنياً بالغ الأهمية في جنوب البلاد و هي تحتاج السند الشعبي في ظل ظروف الحرب التي يمر بها السودان اليوم و تحتاج لتركيز الجهود في الاتجاه الواحد وهو جمع الصف الوطني.

مدينة أبو جبيهة بها شبكة طرق بسيطة حيث تتفرع منها أربع طرق رئيسية من وسط المدينة نحو الشمال و طريق نحو الجنوب و طريقان نحو شرق المدينة كلها لا تصلح للحركة في الخريف لأنها إما طرق ترابية طينية و إما طرق شيدت من قبل و لكنها رديئة الجودة فهي معرضة للدمار بالكامل بسبب الامطار و السيول و إما انقطعت بسبب انهيار بعض الكباري و الجسور الصغيرة داخل المدينة. فهنالك جسور أو كباري قد انهارت تماماً و حكومة المدينة تتفرج في انقطاع أجزاء المدينة عن بعضها، و هذه الجسور ليست ذات كلفة في بناءها و تشييدها.

مدينة أبو جبيهة تحتاج حكومة نشطة تقدر قيمة المواطن و قيمة المدينة، حكومة ليست معاقة الجسد و التفكير و الضمير. فوجود الإدارة الجيدة يمكنها أن تجعل من أبو جبيهة أفضل مدينة في السودان و لا مبالغة، فهي مشروع سد يمكنه أن يولد الكهرباء لكل مدن الجبال الشرقية و المدن المجاورة من شمال كردفان و النيل الأبيض و يسقي المدينة و مدناً أخرى و ذلك لأن بها مجاري مياه موسمية ضخمة كأنها الأنهار، تحيط بالمدينة. ثم أن المدينة جبلية أو قل صخرية فليست هنالك صعوبة في مسألة تشييد الطرق و ردم المستنقعات مما يثبت أن الإدارة الحالية ليست جادة في إصلاح الطرق أو ردمها على الأقل.

السيد معالي رئيس مجلس السيادة و السيد معالي رئيس مجلس الوزراء، إن فشل أو تقاعس الحكومات الولائية عن خدمة المواطنين في وجود الإمكانيات، يسبب صدعاً كبيراً في جسد الوطن و هو في تقديري ما يؤدي بالكثير من ممتهني الخيانة الوطنية و طلاب التكسب السياسي الرخيص و متسولي المناصب بالطَرْق دائماً على مثل هذه الإخفاقات و تضخيمها بلكنة الحريص و لكن لمقاصد غير بريئة مما يؤدي لاستمالة الكثير من أبناء الشعب و كسبهم في صف الأعداء أو على الأقل دفعهم في اتجاه النقد غير الموجه و غير الحريص على المصلحة الوطنية.

فعمل يسير لمصلحة المواطن مثل إصلاح شبكة الطرق في هذه الظروف بالغة الحساسية، من شأنه أن يرضي المواطن و يساعد بشكل كبير في وحدة الجبهة الداخلية.