معاذ أحمد طه يكتب... ترقيات واحالات الجيش

أغسطس 19, 2025 - 16:14
 0  44
معاذ أحمد طه يكتب... ترقيات واحالات الجيش



# أصدر البرهان القائد العام للجيش عددا من القرارات تمت بموجبها ترقيات واحالات للمعاش لعدد من الضباط من مختلف الرتب.. اشهرهم اللواءات نصر الدين عبد الفتاح قائد المدرعات.. مامون عبد الرؤوف التوجيه المعنوي.. والمنصوري قائد الحرس الجمهوري .. والذين تمت ترقيتهم الي رتبة الفريق واحالتهم للمعاش.

# هذه القرارات من القائد العام للجيش هي إجراءات روتينية في اطار التراتبية العسكريه وحسب القانون العسكري للجيش يقوم بها القائد العام للجيش كل فتره وتتم بكل سلاسه دون أن يلقى لها عامة الناس بالا.. ولكن الجديد هذه المره انها وجدت اهتماما متعاظما من الناس وأصبحت حديثهم في المجالس والاسافير.. ويرجع هذا الاهتمام في تقديري لسببين هما ان الناس مع متابعتهم لأخبار واحداث حرب الكرامة أصبحوا أيضا متابعين جيدين لأخبار الجيش الداخلية مثل التنقلات.. التعيينات والاحالات وهكذا.. ويتناولونها بشئ من التعليق والتحليل.. وثانيا ربما لان بعضا من الأسماء التي تمت احالتها اصبحت مشهورة بما قدمته من تضحيات في حرب الكرامة مثل اللواء نصر الدين والذي كان حصنا حصينا في المدرعات امام كل هجمات المليشيا المتمرده.. أيضا اللواء المنصوري قائد الحرس الجمهوري والذين تلقوا ابطاله رصاص المليشيا بصدورهم في ساعة الصفر في معركة غير متكافئه حتى تمكن القائد البرهان من النجاة والمغادره قبل اغتياله أو اعتقاله كما كانت تخطط المليشيا المتمرده.

# على ان بعض الأصوات المعارضة لم تشأ ان تفوت الفرصة.. لتصطاد في الماء العكر كعادتها .. وتجيير تلك القرارات سياسيا.. حيث وصفت القرارات بأنها أبعاد للضباط الإسلاميين ذوي الانتماء الصارخ في الجيش.. وأنها تدفع بالجيش نحو المهنية والحياد.. كما وصفتها أيضا بأنها مسار جديد يعكس جدية في التعاطي مع رغبة السودانيين في السلام واعلاء الروح الوطنية لمتطلبات المرحله القادمة.. بينما ذهب البعض لأكثر من ذلك واعتبرها محاولة من القائد البرهان لحماية نفسه وتقوية مراكز نفوذه باحالة هؤلاء النفر من الضباط للمعاش على حد تعبيرهم.

# وفي تقديري المتواضع ان هذه الظنون والاقاويل مردوده علي أصحابها لسببين أيضآ.. اولهما ان مع معركة الكرامه هذه اصبح لا مجال للحديث عن أي انتماءات من اي نوع للجيش أو القوات المقاتلة معه.. فالجيش والشعب أصبح كتلة واحده تقاتل عدو واحد في معركة وجوديه بعد أن وضحت نوايا المليشيا المتمرده انها تريد احتلال كل البلاد.. وبعد ما فشلت في ذلك بدأت في التخريب الممنهج لكل شئ .. وعليه فهذه الحرب ليست معركة سياسية من أجل السلطه كما يحاول البعض ان يصورها للبسطاء من الناس.. ولذلك نجد حتى شباب ثورة ديسمبر التي اسقطت نظام الانقاذ قد فطنوا لهذا المخطط فاستنفروا يقاتلون مع الجيش لحماية وطنهم .. فمنهم من قضى نحبه شهيدا.. ومنهم من ينتظر.. وما بدلوا تبديلا..

# والسبب الثاني ان مرحلة ما بعد الحرب هي مرحلة السلام وإطلاق عملية سياسية نحو التحول الميداني الديمقراطي. وهي مرحلة خالصة للمدنيين ممثلين في الأحزاب السياسية للتنافس على الحكم عبر صناديق الانتخابات .. وعليه لا يحتاج القائد البرهان لتقوية مراكز نفوذه.. كما لا يهم أيضا هوية الانتماء السياسي للضباط داخل المنظومة العسكرية.. وذلك لان الجيش والمنظومة العسكريه بأكملها يفترض انها خارج المعادلة السياسية آنذاك.. يعود الجيش لثكناته ويمارس مهامه في حماية حدود البلاد ويحرس الحكومة المدنيه الديمقراطيه المنتخبة. 

# واخيرا التهنئة للقوات المسلحة في عيدها الحادي وسبعون .. والتحية والتقدير لكل أفرادها ضباطا وجنودا.. ولكل القوات المقاتلة معها بمختلف مسمياتها.. ونسأل الله أن يتقبل شهداء الوطن.. ويشفي الجرحى والمصابين.. والعزة للسودان...