معاذ أحمد طه يكتب... حكومه خالية اطيان!

يوليو 30, 2025 - 20:31
 0  17
معاذ أحمد طه يكتب... حكومه خالية اطيان!



كما كان متوقعا أعلنت المليشيا المتمرده المجلس الرئاسي لحكومتها برئاسة حميدتي.. والحلو نائب الرئيس.. والتعايشي رئيسا للوزراء.. وعضوية آخرين هم الوزراء وحكام الأقاليم.. وبرمه ناصر رئيسا للمجلس التشريعي.

حكومة التمرد ذكرتني بالمثل السوداني ( عمده خالي اطيان ).. ويضرب لمن يضع أو ينصب نفسه في مكانة هو ليس اهلا لها ولا يملك مقوماتها.. وهذا ما ينطبق على حكومة التمرد تماما بعد أن اصبحت مناطق سيطرتها محدودة لا تتجاوز ١٠٪ من مساحة السودان ومحصوره في إقليمي كردفان ودارفور.

حكومة التمرد التي إعلانها في تقديري هي الخطة ( ج ) فبعد فشل الخطتين ( أ + ب ) وتوالي الضربات والهزائم العسكرية علي المليشيا وانحسار مناطق سيطرتها.. كان إعلان هذه الحكومة من باب انا لدي حكومة إذن انا موجود ومسيطر.. كما أنها محاولة لانتزاع اعتراف إقليمي ودولي من بعض الدول الداعمة للمليشيا ولديها اجندات عدائية مع السودان.. والآخطر من ذلك أن هذه الحكومة كما قلنا من قبل انها مقدمة للانفصال بامتياز خاصة إذا ما حازت هذه الحكومة على اعتراف دولي واسع ومن دول لها وزنها على المستوى الإقليمي والعالمي.

مما يثير الاستغراب والدهشة في حكومة التمرد هذه تعيين حكام اقاليم في الإقليم الأوسط ، الشرقي، الشمالية والخرطوم.. ومبعث الاستغراب والدهشة ان هذه الأقاليم خارج سيطرة المليشيا تماما بل وبعضها لم تدنسه اياديها القذرة ابدا.. والسؤال هنا هل ستحكم المليشيا هذه الأقاليم ( اون لاين ).. وهل ستقدم لهم الخدمات ( ديلفري ) مثلا ؟!.

فور إعلان الحكومة قلت في نفسي اننا اخيرا سنشاهد المتمرد حميدتي ( لايف) صوره وصوت وهو يتراس اجتماع حكومته ويطوف ميدانياً في ارجاء مناطقها.. ولكن خاب فألي بعد الإعلان عن أن المجلس الرئاسي يناقش قبول استقالة حميدتي عن رئاسة الحكومه.. وهذا يؤكد صدق الروايات ان حميدتي مااات من زمان وذلك رغم اجتهادات الذكاء الاصطناعي لاثبات عكس ذلك تماما.. وبالطبع سيخلفه عبد الرحيم دقلو.. ونتحول من الذكاء الاصطناعي الي الغباء الحقيقي بامتياز.

واذا تخلت المليشيا عن نهجها العنصري وبعد إعلان اعتذار حميدتي فلربما تتحول الرئاسة الي نائبه الحلو ويجدها فرصة ( لابتلاع ) ما تبقى من قوات المليشيا في المستقبل بعد أن فشلت المليشيا في دمج وابتلاع قواته كما كانت تخطط لذلك أيضا بعد إعلان تحالفه معها.

واخيرا على حكومتنا ان لا تستهين وتستخف بهذه الخطوة من المليشيا المتمرده.. فالنار من مستصغر الشرر.. وان يكون تحركها من محورين.. محور ديبلوماسي وهو كشف مخططات هذه المليشيا الرامية الي تمزيق وحدة السودان في كل المنابر الدولية.. وتقديم شكاوى رسمية بذلك الي مجلس الأمن والأمم المتحده.. ومما يحمد له ان اغلب الدول المحترمة في العالم تقف مع وحدة السودان.. ولا تعترف الا بجيشه الرسمي وقيادته الحالية.. أما المحور الثاني عسكرى وهو الاهم في ان يكثف الجيش وكل القوات المساندة له من عملياتهم العسكرية لدحر المليشيا نهائيا وتحرير كل شبر من البلاد من اي وجود للتمرد.. ويرسل حكومة التمرد هذه بكل رموزها والي الأبد الي مزبلة التاريخ...