يس محمد نور يس يكتب...الناظر الحكيم الوجيه مراد شيكلاي فقد البلاد والأمة

سبتمبر 27, 2025 - 16:33
سبتمبر 27, 2025 - 16:55
 0  6
يس محمد نور يس يكتب...الناظر الحكيم الوجيه مراد شيكلاي فقد البلاد والأمة



الناظر الحكيم الوجيه مراد شيكلاي في ذمة الله.

نحتسب عند الله تعالى المغفور له برحمة من الله و فضلٍ الناظر/مراد جعفر علي شكيلاي،ناظر عموم قبائل الحلنقة،الذي فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها صباح الأربعاء ٢٤ سبتمبر بمدينة كسلا.

بوفاة الناظر/مراد شِكيلاي،فقدت البلاد و الأمة عموماً و الشرق - خصوصاً - بمكوناته الإجتماعية و منظمات المجتمع المدني،أحد أبرز الحكماء الفضلاء الأخيار،الذين كرّسوا حياتهم لخدمة أهلهم و منطقتهم و أمته و وطنه الكبير السودان،و قدّم على هذا الصعيد عصارة فكره و علمه و علاقاته و خبراته المتعددة و المتنوعة الثرة المتميزة - لأكثر من نصف قرن - للمحافظة على اللُحمة و تقوية النسيج الإجتماعي و الوحدة الوطنية.

هذا،و قد نأى سعادة الناظر شكيلاي بنفسه عن الشوفونية،و قبيلته عن الصراعات القبلية و الجهوية،و عن المحكاكات و الإبتزاز السياسي،و حافظ على وحدة نظارة الحلنقة،و قوة تماسك القبيلة،هذا فضلاً عن إهتمامه البالغ و حرصه على دفع ابناء قبيلته للتسلح و التحصن بالعلم و التعليم و المعرفة و الإستزادة منهم،ليتبؤوا بمؤهلاتهم الأكاديمية و العلمية و خبراتهم - عن إستحقاق و جدارة - مواقع متقدمة في سائر مجالات و ضروب الحياة،و هاهم أبناء هذه القبيلة الكريمة الرآئدة و العريقة،يسدون قرص الشمس في الخدمة المدنية و العسكرية،كما في مضمار الأدب و الرياضة و الثقافة و الإبداع،و صاروا أعلاماً و أسماءً في حياتنا. 

لهذا كله و غيره .. خرجت جماهير ولاية كسلا كما لم تخرج من قبل في موكب وداع جثمان أحد أبنائها البررة و قادتها الوطنيين و زعمائها الأفذاذ،و جراء تدافع الحشود الهائلة أغلقت الطرقات المؤدية إلى مقابر الحسن و الحسين ب كسلا حيث ووري الجثمان الطاهر الثرى.

الموت حق "إنك ميت و إنهم ميتون" .. و مضى مراد في رحلة الرجعى إلى دار الخلود و قد أدى ما عليه - بحسب ما علمنا - لأهله و وطنه كأفضل ما يكون أداء الأخيار الفضلاء،و لعل مشاركة و شهادة المشيعين الكثر لجثمانه الطاهر لا تترك لأحد الحديث عن ذلك فهي الترجمان الحقيقي و العملي لكل المعاني التي قصدنا،غير أن سيرة و مسيرة الفقيد الغالي الزاخرة بالعطاء الثر،ستبقى حية متقدة في القلوب و العقول و الوجدان،و ملهمة للأخذ و الإفادة منها تأسيّاً و إقتداءً إستكمالاً و إستمراراً للحياة.

إن فقد كبيرنا شكيلاي ليس فقد أسرة و قبيلة و إقليم و حسب،إنما هو فقد وطن و أمة،و أفتقدنا حكيمنا شكيلاي في وقت كان الوطن الكبير المكلوم و الأمة الماجدة المفجوعة،في أشد الحاجة لوجوده مع أهل الحكمة و الحل و العقد من حكماء القادة الشعبيين و رموز المجتمع،للتعاطي الراشد و المسؤول مع أثار الحرب و تداعياتها،و مشوار التعافي المجهد،و إعادة البناء المكلف،و رتق النسيج الإجتماعي الذي إتسع مؤخراً،و وضع البلاد و الأمة في عتبات النهوض مجدداً،بلوغاً لأقصى درجات الريادة بين العالمين.  

إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا على فراقك يا كبيرنا مراد لمحزونون،و لا نقول إلا ما يحب ربنا و يرضى "إنا لله و إنا إليه راجعون"

المكلوم/يس محمد نور يس.